الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آخر من نظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم

السؤال

من آخر من نظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في القبر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أما بعد:

فآخر الناس عهدًا بالنبي صلى الله عليه وسلم هو: قثم بن العباس، وقيل: المغيرة بن شعبة -رضي الله عنهم أجمعين-.

وقد أورد ابن سعد في الطبقات، وابن هشام في السيرة النبوية، وغيرهما من المؤرخين رواية فيها نظر، أن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- كان آخر الناس عهدًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد سقناها بتمامها: وقد كان المغيرة بن شعبة يدّعي أنه أحدث الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : أخذت خاتمي، فألقيته في القبر، وقلت: إن خاتمي سقط مني، وإنما طرحته عمدًا لأمسّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكون أحدث الناس عهدًا به صلى الله عليه وسلم .

قال ابن إسحاق: فحدثني أبي إسحاق بن يسار، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن مولاه عبد الله بن الحارث، قال : اعتمرت مع علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه- في زمان عمر، أو زمان عثمان، فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب، فلما فرغ من عمرته، رجع فسُكب له غسل، فاغتسل، فلما فرغ من غسله، دخل عليه نفر من أهل العراق، فقالوا : يا أبا الحسن، جئنا نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه، قال : أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا : أجل، عن ذلك جئنا نسألك، قال : كذب، قال : أحدث الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن عباس . اهـ.

لكن الذي عليه المحققون، وهو ما ذكره الإمام الحاكم، ونقله عنه الشامي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد: أصح الأقاويل أن آخر الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس.

قال ابن كثير: وقول من قال: إن المغيرة بن شعبة كان آخرهم عهدًا، ليس بصحيح. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني