الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتقاد وجود مخلوقات حاكمة على الأفلاك السبعة

السؤال

هل لو ذكرت كلمة لمقفنجل وأنا ممسك بالسبحة مائة مرة وبعد الانتهاء ذكرت لو أن السهم بصعود تحركي يمين ولو السهم هبوط تحركي شمال، علماً بأن هذه الكلمة هي الاسم الثامن للطهاطيل وهم الحاكمون على الأفلاك السبعة وهم (للطهطيل، مهطهطيل، قهطهطيل، فهطهطيل، نهطهطيل، جهطهطيل، لخطهطيل)، والحاكم عليهم والآخذ بناصيتهم؟ مع التحية.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

اعتقاد وجود حاكم للأفلاك والاستغاثة به شرك.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مدبر أمور الكون كله هو الله وحده لا شريك له بيده الخلق والأمر، بيده ملكوت كل شيء، ولا مشاركة لأحد له في ذلك، فلا يوجد حاكم على الأفلاك السبعة من المخلوقات، فالله تعالى هو المالك لكل المخلوقات والآخذ بنواصي جميع الدواب، كما قال تعالى إخبارا عن هود عليه السلام أنه قال: إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا {هود:56}، وقال تعالى: قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ {يونس:31}.

وبناء عليه؛ فإنه يحرم الاستغاثة بهؤلاء ويعتبر ذلك من الشرك؛ لقوله تعالى: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ* إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ {فاطر:13-14}، ولقوله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ* وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ {الأحقاف:5-6}، وللحديث: إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله. رواه الطبراني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني