الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير حالي من اجتهاد في الدراسة إلى خمول وكثرة نوم، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر القائمين على هذا الموقع.

عمري 21 سنة، مشكلتي أن حالي تغير من مذاكرة لا تقل عن عشر ساعات إلى عدم المذاكرة تدريجيا في غضون 5 أشهر، مع تشتت في المذاكرة نفسها، وليس تشتتا ذهنيا أو فكريا، مع زيادة النوم من 5 إلى 12ساعة، بحيث لا أشعر بما حولي.

ومع الاستمرار على هذا الحال كنت أستيقظ كل يوم بعزيمة جديدة، ولكن نفس النتيجة، مع تحصيل أقل على الرغم من تفوقي في الإنجليزي وإجادتي للقرآن وفهمي لكل جزيئات المنهج، فقط ما أحتاجه هو تثبيت المعلومات، ولكن التحصيل ضعيف، فذهبت لأعتكف في المسجد آخر شهر من الثانوية العامة، وكان التغير طفيفا.

أجلت الامتحانات للسنة التالية، فتفاقمت المشكلة، مع تحصيل أضعف من السنة السابقة، فدخلت الامتحانات بلا مراجعات سابقة، فحصلت على مجموع، وتخصصت في الهندسة الكهربائية.

الآن مشكلتي أني أحس أن عقلي منهك كلما ذاكرت لمدة ساعة، وأشعر بجوع عند المذاكرة، وأنام 14 ساعة أيام الدراسة، و8 ساعات في الإجازة.

علما أني أحب المذاكرة، وكنت أقضي يومين أفكر في مسألة واحدة في الرياضيات بلا ملل، أما الآن فالتفكير يرهق عقلي، وأشعر بكسل وخمول، لم أفقد ثقتي في نفسي، وباستثناء المذاكرة فأنا طبيعي.

عملت تحاليل دم وكبد وكلها سليمة، وأعاني من ارتفاع ضغط الدم على فترات 140/90 خصوصا بعد مراجعة الطبيب النفسي الذي وصف لي bravamax, lustral 50 حبة صباحا من كل نوع.

أكملت أسبوعا من العلاج على جرعة 50 مل، ولم أتحسن، وأعلم أنه يحتاج إلى ثلاثة أسابيع تقريبا، وأشعر أنه ليس باكتئاب، إنه مجرد إرهاق في الخلايا وليس النواقل العصبيه، وأشعر بصداع نتيجة الدواء، فما العلاج لحالتي؟ وما هو التشخيص من نظركم، مع الدواء المقترح؟

آسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تشخيصنا هو أن هذه أعراض اكتئاب نفسي – أخي الكريم – فالإحساس بالإجهاد وعدم التركيز والتدهور في الأداء بصورة عامة من أعراض الاكتئاب الواضحة، والخلايا العصبية ما هي إلَّا أنها تُدير أنشطة الجسم المختلفة، وهي طبعًا لا تحس، ولكن الإحساس هذا جزء من أعراض الاكتئاب -أخي الكريم-.

طالما أنت قابلت طبيبًا نفسيًا الآن وأعطاك دواء – مثل اللسترال مثلاً، خمسين مليجرامًا – يجب عليك أن تصبر عليه، وهو مضاد للاكتئاب فعّال، وكما ذكرت يحتاج لوقت.

إذا كانت الآثار الجانبية من اللسترال عليك بتخفيض الجرعة من خمسين إلى خمسة وعشرين مليجرامًا، لمدة عشرة أيام على الأقل أو أسبوعين، لأن الأعراض الجانبية – أو الآثار الجانبية – تكون عادةً في الأسبوعين الأولين، وبعد ذلك تختفي، ولا يبدأ مفعول الدواء إلَّا بعد أسبوعين، ويحتاج لفترة ستة أسابيع حتى نحكم عليه، وحتى تزول معظم الأعراض التي نعاني منها.

فيا أخي الكريم: عليك بالمتابعة مع الطبيب، اللسترال – كما ذكرت – هو من فصيلة الـ (SSRIS)، وهو فعّال جدًّا في علاج الاكتئاب النفسي، فعليك بمراجعة الطبيب – أخي الكريم – بانتظام، لأن هذا هي الطريقة الوحيدة للتخلص ممَّا تعاني منه.

الالتزام بتناول الدواء، الالتزام بمراجعة والمتابعة مع الطبيب الذي كتب ووصف لك هذا الدواء، وإذا كانت هناك آثار جانبية – كما ذكرت – فيجب تخفيض الدواء في البداية، لأنه أصلاً يحتاج إلى وقتٍ حتى يأتي بمفعوله، والآثار الجانبية تكونُ في الأسبوعين الأولين، فليس هناك داعٍ لأن نبدأ بجرعة كبيرةٍ، يجب دائمًا البداية بجرعة صغيرة، وهذا هو أسلوبي دائمًا في كتابة هذه الأدوية لمرضاي.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً