الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد علاج أستخدمه يذهب عني شعور الإغماء المزعج؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من خوف شديد، وشعور بالإغماء لا يفارقني، مع أنه لم يغمَ علي ولا مرة.

أجريت الفحوصات، والكل يقول لي: أنت سليم وليس بك شيء!

ذهبت لمستشفى الصحة النفسية، وأعطاني علاجا، لكنه لم يفدني أبدا. فذهبت لدكتور للعلاج السلوكي المعرفي، ولا أشعر بتحسن أبدا.

الشعور بالإغماء أتعبني جدا، انقلبت حياتي، صرت لا أخرج من المنزل أبدا، ولا أسافر، وحتى أصدقائي لا أذهب معهم، صرت دائما في المنزل.

في الماضي كنت لا أذهب إلى البيت إلا وقت النوم فقط، بمجرد أن أستيقظ من النوم أخرج من المنزل، كنت دائما أسافر برفقة أصدقائي أو لوحدي، والآن بمجرد خروجي من المنزل أصاب بنوبات هلع، صرت أكره الخروج.

أنا لدي مشروع صغير، ولدي عمال، ولكن لا أذهب لهم، جعلت أحد أقاربي يعمل في مشروعي وأعطيه راتبا.

الشعور بالإغماء أتعبني، ولا أستطيع الذهاب إلى مشروعي وعمالي، أقول بأني إن ذهبت سوف يغمى علي هناك!

أرجو الإفادة من حضرتكم بالموضوع هذا، هل يوجد علاج أستخدمه يذهب عني شعور الإغماء المزعج؟ مع أنه لم يغمَ علي ولا مرة، ولكن هذا الشعور أتعبني جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالشعور بالإغماء قد يكون عرضا من أعراض نوبات الهلع، وهنا يأتي أثناء النوبة ويختفي بعد اختفائها ولا يستمر بعد ذلك، والشعور بالإغماء قد يكون عرضا من أعراض القلق والتوتر وهنا قد يكون مستمرا لفترة، وليس مثل النوبة يأتي في زمن محدد، على أي حال واضح أن عندك نوبة هلع يا أخي الكريم كما ذكرت، ونوبات الهلع مع الشعور بالإغماء طوال الوقت تتسبب في حدوث رهاب الخروج من المنزل أو ما يسمى رهاب الساحة أو رهاب الخلاء؛ خوفاً من أن يغمى عليك، أو تأتيك نوبة هلع.

فإذاً هذا الذي تشكو منه مع الخوف من الإغماء هو رهاب أو فوبيا -يا أخي الكريم-، ولا أدري ما هي العلاجات التي أعطيت لك من قبل مستشفى الصحة النفسية؟ ولكن العلاج هنا يكون أحدى مشتقات الأس أس أر أيز مثل: استالبرام، أو الباروكستين، أو السيرترالين، مع علاج سلوكي معرفي.

وأيضاً العلاج السلوكي المعرفي لا أدري هل طبقته بنفسك أم من خلال معالج نفسي، فيجب أن يكون العلاج السلوكي المعرفي من خلال معالج نفسي متمرس في هذا النوع من العلاجات النفسية؛ لأن له قواعد واضحة ومهارات معينة لا يجيدها كثير من المعالجين، يجب أن يكون هو متخصص في العلاج السلوكي المعرفي لكي تستفيد منه.

فإذاً عليك بإحدى أدوية الأس أس أر أيز التي ذكرتها، مع علاج سلوكي معرفي من معالج متمرس حتى تستطيع التخلص من الشعور بالإغماء والتخلص من نوبات الهلع، والتخلص من الرهاب.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً