الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدهورت حالتي الصحية والنفسية من شدة الاكتئاب والوسواس، ما السبيل للخلاص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة متزوجة وبعمر 30 سنة، قبل 8 أشهر تعرضت بالليل لانخفاض بضغط الدم، ونزل ضغطي بشكل كبير لدرجة أن جسمي ثقل وشبه أغمي علي، ولكن كنت أشعر بكل من حولي، وفي تلك اللحظة شعرت أني سأموت، وأن هذه سكرات الموت، ومن بعدها انقلبت حياتي رأساً على عقب، وصارت تحدث لي أمور غريبة من تنميل باليدين، وضيق في التنفس، وسرعة نبضات القلب.

زرت أطباء كثر، وعملت فحوصات ولم يكن عندي شيء، بل قال الأطباء إن هذا كله خوف، وبعدها صارت معي حالة اكتئاب وتوتر وقلق، وأشد على جسمي كثيراً، وفقدت شهيتي للأكل، زرت طبيباً عاماً أعطاني مضاداً للاكتئاب البسيط، وهو دواء دينكست لمدة أسبوعين، وتحسنت بشكل بسيط عليه، لكن قبل شهر صار عندي ارتفاع بضغط الدم، وأعطاني الطبيب نيبليت، ولكنني متأكدة أن السبب المفاجئ لارتفاع الضغط هو الحالة النفسية الحالية؛ لأن كل فحوصاتي تمام.

أرجوكم ساعدوني، فأنا أصبحت أعاني من الوسواس القهري والخوف من الموت، والآن أصبح عندي وسواس المرض، وكل مرة يظهر عندي شيء، مثلاً أحس بألم في صدري مع الشعور بنبضات قلبي، أي شيء أحس به بجسمي أشعر بالخوف منه، أعاني من وسواس الخوف من الموت، ووسواس المرض، وعندما أستيقظ بالصباح أكره الدنيا، وعندما تأتي فترة المساء أخاف كثيراً وأحاول أن أهرب من البيت ولا أجلس مع نفسي حتى لا أفكر، أتمنى أن أعيش حياتي كالسابق، مع أنني -الحمد لله- أصلي وأقرأ الأذكار والقرآن، ووصلت لمرحلة أنني أخاف من الموت، فما الحل؟ أفيدوني، تعبت نفسيا وكرهت الدنيا.

عندما تتحسن صحتي ترجع حالتي النفسية جيدة، لكن عندما يصيبني أي ألم بجسمي أكتئب وأخاف مرة أخرى، وحالياً عندي انقباضات بصدري، مع خفقان بنبضات القلب، وأنا خائفة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنا أتفق معك تمامًا أن الحالة النفسية والقلق والتوتر بالذات قد يؤديان إلى ارتفاع في ضغط الدم، وبالذات ضغط الدم السيستولي، وهو الذي يكون فوق الخط، يتأثَّرُ كثيرًا بالحالة النفسية والقلق والتوتر، ويتأثَّر دائمًا بالارتفاع، أما الانخفاض فعادة لا يكون من المرض النفسي، قد يكون ناتجًا من إرهاق شديد في ذلك اليوم، وعدم تناول سوائل كافية أو أكل كاف، هذا يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وانخفاض ضغط الدم قد يؤدي إلى إحساس بالدوخة وفقدان التوازن، وهذا قد يؤدي طبعًا إلى الخوف والقلق والتوتر، وهذا ما حصل معك -أختي الكريمة-.

فعلاً تحتاجين لعلاج هذا القلق الذي حصل معك، والخوف وبعض أعراض الاكتئاب، ويفضّل أن يكون مضادًا للاكتئاب من فصيلةSSRIS، فهي فعّالة في القلق والاكتئاب أيضًا، وآثارها الجانبية قليلة، وأيضًا تُعالج الوسواس القهري، مثلاً دواء مثل (باروكستين) فعّال في علاج الاكتئاب والقلق والوسواس في الوقت ذاته، وأيضًا (سيرترالين)، وطبعًا قراءة القرآن -إن شاء الله- والأذكار تُساعد كثيرًا، ولكنها لا تمنع من أن يتناول الشخص العلاجات المناسبة؛ لأن هذه الأمراض النفسية مثلها مثل الأمراض الجسدية تحتاج إلى علاجات لكي يتحسَّن الشخص منها وتزول الأعراض، وكل هذا يجب أن يتم بواسطة الطبيب النفسي المختص.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً