الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي مكتئب، فما الدواء المناسب له؟

السؤال

السلام عليكم.

والدي مصاب بالاكتئاب، صحته تتحسن أحيانا، وأحيانا يصاب بالانتكاسة، والطبيب النفسي يغير دواءه باستمرار، فهل هذا يؤثر عليه؟

الآن بدأ باستعمال دواء إيفكسور إكس آر، بعد حوالي أسبوع من استعماله للدواء بدأ يشعر بدوخة وثقل في العين، ويريد الآن تغيير الدواء، فهل هذه أعراض طبيعية لبداية العلاج؟ وهل يحتاج لوقت طويل؟ أم الأسبوع كاف لمعرفة فاعلية الدواء؟ وهل تغييره ضروروي؟ ما الحل؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لمرض الاكتئاب عامّة وما يحصل مع والدك بصورة خاصة: للأسف - أخي الكريم - بعض المرضى يستجيبون لبعض الأدوية ولا يمكننا الآن معرفة مَن الذي يستجيب لهذا الدواء من غيره إلَّا من خلال التجربة والخبرة التي يمتلكها كل طبيب، الخبرة الطويلة في علاج الاكتئاب النفسي، فإنه يبدأ بأدوية مُعيَّنة، وإذا لم يستجب لها المريض فيقوم بتغييرها.

الشيء الآخر: دائمًا مضادات الاكتئاب محتاجة لوقت لكي تعمل ويظهر مفعولها، فلا يمكن أن نحكم أن هذا الدواء غير فعّال إلَّا بعد شهرين من استعماله، وأحيانًا قد يكون تحت ضغط الأهل يستعجل الطبيب في تغيير الدواء قبل استكمال المدة العلاجية للدواء.

على أي حال: الشيء المتبع أننا نكتب مضادًا للاكتئاب ونصبر عليه، فإذا تحسَّن عليه فهذا هو الدواء المناسب له، ويجب الاستمرار عليه، وليس هنالك داعي لتغييره، هذا من ناحية.

أمَّا من ناحية والدك الآن: الـ (إفيكسور) هو علاج فعّال لعلاج الاكتئاب، ونعم قد تكون هذه الأعراض آثار جانبية، وهي دائمًا تحدث في البداية، ولكن دائمًا نبدأ بجرعة صغيرة في البداية، لأنه - كما ذكرت - الأدوية تحتاج لوقتٍ حتى تعمل، تحتاج لأسبوعين حتى تبدأ تُحدثُ مفعولها، وتحتاج إلى شهرين حتى نحكم لها أو عليها، فأسبوع فترة قصيرة، يجب أن نصبر على هذا الدواء - كما ذكرت - لأنه من الأدوية الفعّالة، بل أحيانًا هو يُستعمل حين تفشل الأدوية الأخرى، والأثر الجانبي الوحيد المُقلق هو (أحيانًا) يزيد ارتفاع ضغط الدم، فيجب قياس ضغط الدم لوالدك بانتظام، وبالذات إذا لم يكن يُعاني من ارتفاع في ضغط الدم، غير ذلك الآثار الجانبية الأخرى للإفيكسور كلها مقدور عليها، يجب أن نُعطيه الوقت المناسب قبل أن نقول أنه غير فعّال.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً