الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تغار كثيراً ومتعالمة وعصبية، فهل زواجي الثاني هو الحل؟

السؤال

أسأل الله أن يوفقك، ويسددك للخير.

زوجتي تغار علي كثيرا حتى من محارمي، ولا أجد هذه الغيرة في تعاملي مع أهلها، ولو مع غير المحارم، وهي مقصرة في البيت بشكل واضح، كثيرة العصبية مع الأولاد، تريدني دائما بجوارها ولو على حساب مصلحتنا.

في نظرها دائما أراءها صحيحة حتى أنني كثيرا أتجنب التحاور معها، تغضب من أي قرار يتخذ أو حتى يناقش فيه دون علمها بينما إن فعلت هي ذلك فلا حرج عندها، متعالمة، وكثيرا تدعي العلم الشرعي، وتفسير الأحلام والاستشارات الأسرية، حتى اشتهرت بين معارفها بذلك فيسألونها وتجيب وحذرتها كثيرا.

ما ذكرته سابقا -يا دكتور- ليس ديدنها، ولكن ليس بالقليل، هي تحبني كثيرا، وتفتخر بي أمام الجميع كثيرا، استطعت أن أغير أشياء كثيرة فيها، ولكن مسألة الغيرة التي تصل إلى الشك لم أستطع، أمها تعاني من ذلك مع أبيها، فأمها دائمة الشكوى من زوجها والشك، بل تشوه صورته دائما أمامنا، وقد عاشت زوجتي بين والدين الضرب والشتم بينهما على مدار العام (أقصد بين الزوجين) أمها تشك في زوجها مع محارمه، وتحاول إبعاده عنهم، وقد نجحت، وتغار وتتضايق إن تعامل مع زوجة ابنه بل تشك وتغار من أمهات أزواج بناتها وقريباته، حولت حياة زوجها إلى جحيم، ونحن نرى ونسمع ذلك.

سؤالي: هل زواجي من أخرى سيحل المشكلة خاصة أنني سأبحث عن صاحبة علم ودين ولا يهمني العمر؟

أرجو إجابتكم مأجورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على تواصلك مع موقع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يمتعك بالصحة والعافية في الدنيا والآخرة، ومرحبا بك وأهلا في موقعك وبين إخوانك وأحبابك.

وبخصوص ما سألت عنه، فأرجو أن تفرق بين الرغبة في الزواج الثاني، وبين المشكلة التي تعاني منها، وألا تربط هذا بهذا، فالزواج الثاني مشروع للرجل القادر، بغض النظر عن الدوافع الدافعة له، لكن البعض يأبى إلا أن يجعل نفسه مدفوعا إلي الزواج الثاني ليظهر بمظهر المظلوم الذي يعيش الهم والغم ويريد التخلص من ذلك، وهذه النظرة -أيها الحبيب- عند بعض الرجال هي في الحقيقة رغبة داخلية في الزواج لكنها تدفعه إلي أن يتتبع أخطاء زوجته، ويضخم منها ما يحسن تضخيمه، وفي هذا الإطار قد ينسى محاسنها وما تميزت به فيذهب ليبني فيجد نفسه يهدم، وأنا بالطبع لا أقصدك بهذا الكلام تحديدا، ولكنني أتحدث معك بصفة عامة، حتى نفرق بين الأمرين.

أيضا هناك ملاحظة أخرى جيدة، وهي أن زوجتك تستجيب لتأثيرك بدليل أنك قد غيرت فيها أشياء كثيرة على حد وصفك، وهذا يبين أن زوجتك من النوع الذي يتأثر بالصواب ويستجيب له.

ملاحظة أخيرة وهي أن زوجتك تضعك في موضع القدوة بدليل أنها تفتخر بك أمام الجميع، وهذا أمر جيد.

بقيت المشكلة التي لها أصل واضح من حياة والديها، وأي امرأة في موضعها حتما تتأثر بما دار بين والديها، إن زوجتك مريضة تحتاج إلي رعاية وعناية، وحسن سياسة حتى تتخلص من هذا المرض الذي ألم بها، فأحسن أيها الحبيب إليها، وأمنها، وأظهر لها ما يطمئنها منك، واحرص على تقوية علاقتها بالله، وكن على يقين أن هذا الداء لا يذهب إلا بأمرين:

1- حسن طاعة لله، فهي تجعل المرء لا يفترض في زوجه إلا التمسك بدينه.

2- كثرة الحديث عن محبتك لها وعدم استغنائك عنها، وأنك تحمد الله على الزواج بها.

هذا -أيها الحبيب- هو طريق لعلاج زوجتك مع عدم المبالغة في التودد لمحارمك من النساء أمامها.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يهدي زوجتك، وأن يصرف عنها وعنك كل مكروه، ونحن في انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً