ومن الباب قولهم : عزمت على الجني ، وذلك أن تقرأ عليه من عزائم القرآن ، [ ص: 309 ] وهي الآيات التي يرجى بها قطع الآفة عن المؤوف . واعتزم السائر ، إذا سلك القصد قاطعا له . والرجل يعزم الطريق : يمضي فيه لا ينثني . قال حميد :
معتزما للطرق النواشط
وأولو العزم من الرسل - عليهم السلام - : الذين قطعوا العلائق بينهم وبين من لم يؤمن من الذين بعثوا إليهم ، كنوح - عليه السلام - ، إذ قال : لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ، وكمحمد - صلى الله عليه وآله - إذ تبرأ من الكفار وبرأه الله - تعالى - منهم ، وأمره بقتالهم في قوله : براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ، ثم قال : فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .