فالأول الخبر : العلم بالشيء . تقول : لي بفلان خبرة وخبر . والله تعالى الخبير ، أي العالم بكل شيء . وقال الله تعالى : ولا ينبئك مثل خبير .
والأصل الثاني : الخبراء ، وهي الأرض اللينة . قال عبيد يصف فرسا :
سدكا بالطعن ثبتا في الخبار
والخبير : الأكار ، وهو من هذا ، لأنه يصلح الأرض ويدمثها ويلينها . وعلى هذا يجري هذا الباب كله ; فإنهم يقولون : الخبير الأكار ، لأنه يخابر الأرض ، أي يؤاكرها . فأما المخابرة التي نهي عنها فهي المزارعة بالنصف لها [ أو ] الثلث أو الأقل من ذلك أو الأكثر . ويقال له : " الخبر ، أيضا . وقال قوم : المخابرة مشتق من اسم خيبر .ومن الذي ذكرناه من الغزر قولهم للناقة الغزيرة : خبر . وكذلك المزادة العظيمة خبر ; والجمع خبور .
و [ من ] الذي ذكرناه من اللين تسميتهم الزبد خبيرا . والخبير : النبات اللين . وفي الحديث : " ونستخلب الخبير " .
[ ص: 240 ] والخبير : الوبر . قال الراجز :
حتى إذا ما طار من خبيرها
ويقال مكان خبر ، إذا كان دفيئا كثير الشجر والماء . وقد خبرت الأرض . وهو قياس الباب .ومما شذ عن الأصل الخبرة ، وهي الشاة يشتريها القوم يذبحونها ويقتسمون لحمها . قال :
إذا ما جعلت الشاة للقوم خبرة فشأنك إني ذاهب لشؤوني