فالأول : العود ، قال الخليل : هو تثنية الأمر عودا بعد بدء . تقول : بدأ ثم عاد . والعودة : المرة الواحدة . وقولهم عاد فلان بمعروفه ، وذلك إذا أحسن ثم زاد . ومن الباب العيادة : أن تعود مريضا . ولآل فلان معادة ، أي أمر يغشاهم الناس له . والمعاد : كل شيء إليه المصير . والآخرة معاد للناس . والله - تعالى - المبدئ المعيد ، وذلك أنه أبدأ الخلق ثم يعيدهم . وتقول : رأيت فلانا ما يبدئ وما يعيد ، أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة . قال عبيد :
أقفر من أهله عبيد فاليوم لا يبدي ولا يعيد
والعيد : ما يعتاد من خيال أو هم . ومنه المعاودة ، واعتياد الرجل ، والتعود . وقال عنترة يصف ظليما يعتاد بيضه كل ساعة :
صعل يعود بذي العشيرة بيضه كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم
الغرب غرب بقري فارض لا يستطيع جره الغوامض
إلا المعيدات به النواهض
يعني النوق التي استعادت النهض بالدلو . ويقال للشجاع : بطل معاود ، أي لا يمنعه ما رآه شدة الحرب أن يعاودها . والقياس في كل هذا صحيح . فأما الجمل المسن فهو يسمى عودا . وممكن أن يكون من هذا ، كأنه عاود الأسفار والرحل مرة بعد مرة .
وقد أومأ الخليل إلى معنى آخر فقال : هو الذي [ فيه ] بقية . فإن كان كذا فلأن لأصحابه في إعماله عودة . والمعنيان كلاهما جيدان .
وجمع الجمل العود : عودة . ويقال منه : عود يعود تعويدا ، إذا بلغ ذلك الوقت . وقال :
هل المجد إلا السودد العود والندى ورأب الثأي والصبر عند المواطن
عود على عود لأقوام أول يموت بالترك ويحيا بالعمل
يعني بالعود الجمل . على عود ، أي طريق قديم . وكذلك الطريق يموت أو يدرس إذا ترك ، ويحيا إذا سلك . ومن الباب : العائدة ، وهو المعروف والصلة . تقول : ما أكثر عائدة فلان علينا . وهذا الأمر أعود من هذا ، أي أرفق .
ومن الباب العيد : كل يوم مجمع . واشتقاقه قد ذكره الخليل من عاد يعود ، كأنهم عادوا إليه . ويمكن أن يقال لأنه يعود كل عام . وهذا عندنا أصح . وقال غيره ، وهو قريب من المعنيين : إنه سمي عيدا لأنهم قد اعتادوه . والياء في العيد أصلها الواو ، ولكنها قلبت ياء لكسرة العين . وقال العجاج :
يعتاد أرباضا لها آري كما يعود العيد نصراني
وأما الأصل الآخر فالعود وهو كل خشبة دقت . ويقال بل كل خشبة عود . والعود : الذي يتبخر به ، معروف .