الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة قال أبو بكر : الذكر على وجهين :

أحدهما : الفكر في عظمة الله وجلاله ودلائل قدرته وآياته ، وهذا أفضل الأذكار ؛ إذ به يستحق الثواب على سائر الأذكار سواه ، وبه يتوصل إليه . والذكر الآخر : القول ، وقد يكون ذلك الذكر دعاء وقد يكون ثناء على الله تعالى ويكون قراءة للقرآن ويكون دعاء للناس إلى الله ؛ وجائز أن يكون المراد الذكرين جميعا من الفكر والقول فيكون قوله تعالى : واذكر ربك في نفسك هو الفكر في دلائل الله وآياته . وقوله تعالى : ودون الجهر من القول فيه نص على الذكر باللسان ، وهذا الذكر يجوز أن يريد به قراءة القرآن وجائز أن يريد الدعاء ، فيكون الأفضل في الدعاء الإخفاء ، على نحو قوله تعالى : ادعوا ربكم تضرعا وخفية وإن أراد به قراءة القرآن كان في معنى قوله : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا وقيل : إنما كان إخفاء الدعاء أفضل ؛ لأنه أبعد من الرياء وأقرب من الإخلاص وأجدر بالاستجابة ؛ إذ كانت هذه صفته . وقيل : إن ذلك خطاب للمستمع للقرآن لأنه معطوف على قوله : وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا وقيل : إنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمعنى عام لسائر المكلفين كقوله عز وجل : يا أيها النبي إذا طلقتم النساء وقال قتادة : الآصال العشيات .

التالي السابق


الخدمات العلمية