الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الزوجة على زوجها الظالم لها

السؤال

زوجي عصبي، وعند غضبه لا يعرف ماذا يفعل. وفي كل خلاف أصبر عليه، ولكن في آخر خلاف، وبعد أن أوقعني على الأرض، ولم يهتم بي، دعوت عليه بمرض الغدة الذي أنا مصابة به، وذلك لكي يشعر بألمي، لأنه دائمًا يستهزئ بي في مرضي، ولا يصدقني، فقلت: إن شاء الله يصيبك نفس مرضي حتى تشعر بي وبألمي.
هو الآن لا يكلمني، ويقول: إني دعوت عليه، وأنا -والله شاهد عليَّ- قلت ذلك فقط من شدة الألم بسبب ما حصل لي. بالإضافة إلى أنه دائمًا يسب أهلي عند أي مشكلة، وأنا لا أعارضه، وأتركه يهدأ، ثم أعود لمناقشته.
أنا لا أريد أن يظل هكذا؛ أريد أن ترجع علاقتنا جيدة. فهل عليَّ إثم في دعائي عليه؟ وكيف أمسح تلك الدعوة، أو أرجع عنها؟ وما حكم تنمره واستهزائه بمرضي؟ لأنني كثيرة المرض، ولكني صبورة عليه، ولا أعترض عليه، لأنه اختبار من الله -عز وجل-، ولكنه يجرحني بكلامه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت، من إيذاء زوجك لك بغير حقّ، وسبّه أهلك، وسخريته من مرضك؛ فهو مسيء إليك، وظالم لك؛ ودعاؤك عليه في هذه الحال؛ جائز غير محرم، فلا حرج على المظلوم في الدعاء على ظالمه بقدر مظلمته، وراجعي الفتوى: 419995.

وقد كان الأولى ترك الدعاء على زوجك، والذي يمكنك فعله الآن؛ أن تستغفري لزوجك، وتعتذري له، وتدعي له بالعفو والعافية، وراجعي الفتوى: 148111.

والسبيل إلى رجوع العلاقة الطيبة بينك وبين زوجك؛ هو الاستعانة بالله -تعالى-، والتفاهم مع زوجك برفق ولين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني