الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان كون ظن المسلم عدم توفيقه للزواج ليس سوء الظن بالله

السؤال

لقد كنت أظن أن على الشخص أن يظن في كل أمر أنه سيحصل له الخير، ولكن في فتوى رقم: 99259، ذكرتم أنه "ليس من سوء الظن بالله أن تظني أنك لن ترزقي بزوج، وعليك أن تأخذي بالأسباب فلعل الله يرزقك بزوج صالح." إذا فما هو حسن الظن بالله؟ أليس حسن الظن أن يعتقد الشخص أنه سيحصل له الخير مثل الزواج، عمل، النجاح وغير ذلك من الأمور الجيدة؟ مع العلم لقد اطلعت على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 139445، 131535، 251854، 281068. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي الفتاوى التي أشرت إليها بسؤالك بيان معنى حسن الظن بالله، نذكر منها على سبيل المثال الفتوى رقم: 281068، فرجاء المسلم في ربه أن يوفقه للزواج -مثلا- لا شك في أنه من حسن الظن بالله، ولا يخفى أنه مع ذلك عليه أن يفعل الأسباب ومن أهمها الدعاء.

ولا يلزم من هذا أن يكون ظن المسلم أن لا يوفق للزواج من سوء الظن بالله سبحانه، إذ قد يكون الدافع له إلى ذلك اعتبارات صحيحة كخوفه من ذنوبه وأنها قد تكون سببا لحرمانه من الخير، فقد قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وروى أحمد وابن ماجه عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. وقد ضعفه بعض العلماء ولكن معناه صحيح، ولا ريب في أن الزواج من الرزق الذي قد يحرمه المرء بسبب ذنوبه.

ولمعرفة المقصود بسوء الظن راجعي كلام ابن القيم والذي نقلناه عنه في الفتوى رقم: 167171.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني