الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمور تقرب من حسن الخاتمة بإذن الله تعالى

السؤال

أنا شابة في سن العشرين، وعائلتي بمثابة الهواء لي على الرغم من أنني لست قريبة منهم، وعندما أتعامل مع الناس أشعر أن الله وهبني إياهم ـ والحمد لله على هذه النعمة، وأسأله كل يوم أن لا يأخذهم مني ـ لذلك فأنا أدعو الله كثيرا في الصلاة أن يجعل يومي قبلهم، لمعرفتي بعدم استطاعتي لتحمل الحياة من غيرهم، الأمر الذي جعلني أشعر أن الموت قريب مني بالفعل على الرغم من أنني أحب الحياة جدا، فكيف أحسن خاتمتي؟ وماذا أفعل؟ أحاول دائما أن أتصدق، ولكنني أخجل كثيرا لما أرى في بعض الأوقات من معاكسات، وأشعر أن هناك من هم محتاجون بالفعل للمساعدة في الأحياء المعدمة، ولكوني بنتا فوالداي يخافان علي جدا ولا يقبلان أن أذهب إلى المناطق النائية حتى لو مع قافله دينية نظرا لما يشهده بلدي من سوء أحوال واضطرابات، مع أنني لست محجبة وأعرف أنني سأحاسب حسابا عسيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقك للخير ويجعلك من الشابات اللائي نشأن في طاعة الله واللائي يظلهن الله تعالى في ظله يوم القيامة، وأما عما تعملين من الصدقات وإعانة المحتاجين فهو عمل خير ينبغي الحرص عليه، ففي صحيح مسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه.

وبما أنك بنت فعليك أن تحرصي على التمسك بما يوافق الشرع بالنسبة للمرأة فيمكن أن توسطي أحد محارمك في إيصال الخير للمحتاجين، ولا ينبغي خروجك لما يمكن أن ينوب عنك فيه غيرك، ولا سيما إن كان الوالدان يمنعان ذلك، وأما عن حسن الخاتمة: فمن أهم وسائلها الدعاء والحرص على مجالس الخير والبعد عن أجواء المعصية، ثم إننا ننبهك إلى ضرورة الحجاب للمسلمة ووجوبه عليها، فقد أوجب الله على المرأة لبس الحجاب ونهاها عن التبرج، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ {الأحزاب: 59}.

وقال: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب: 33}.

وقال: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ... الآية {النور: 31}.

وقال في أمهات المؤمنين: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب: 53}.

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عدة عقوبات للمتبرجات، فذكر أن المتبرجات من أشد الناس عذاباً يوم القيامة، وذكر أنهن ملعونات، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.

وعن أبي أذينة الصدفي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن منافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم. رواه البيهقي وصححه الألباني.

وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم. وقد رواه أيضا ابن حبان، والطبراني، والحاكم، وقد صحح الحديث ابن حبان والحاكم، والألباني في السلسلة الصحيحة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني