ما طريقة التعامل مع أختي المراهقة التي لها علاقة بشاب؟

2013-06-18 05:35:34 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أختي الصغيرة عمرها 16 عاماً، اكتشفت أكثر من مرة أنها تكلم شاباً، في المرة الأولى كان الأمر لا يزال في البداية، وتكلمت معها أنا وأمي ووعدتنا أن لا تفعلها ثانية، لكن اليوم علمت أنها تكلم شاباً آخر، وأخبرته أنها تحبه، أريد طريقة أتعامل بها معها، وأقنعها أن هذا خطأ كبير، أنا خائفة جداً عليها، ولا أدري كيف أقنعها أن ما تفعله يمكن أن تكون له عواقب وخيمة، ولا أعلم من هذا الشاب الذي تكلمه، ولا كيف هي أخلاقه، ومن الممكن أن يضحك عليها بسهولة.

أمي تعمل من التاسعة صباحاً حتى المساء، وأخي الكبير وأبي يعملان في مدينة ثانية، وأنا أمضي معظم وقتي في الجامعة، ونحن على أبواب العطلة الصيفية، أي أنها ستبقى في البيت وحدها، لا أعلم ماذا يمكن أن تفعل، فأنا لم أعد أثق بها، فهل أمنعها من استعمال الإنترنت؟ وهي تحمل جوالاً، هل آخذه منها؟

أنا وأمي قريبات من بعضنا لدرجة كبيرة، حتى أن من يرانا نتحدث مع بعض، يظن أننا أخوات وليس أم وابنتها، أمي تعلم كل شيء يحدث معي، فهي صديقتي المقربة، أما بالنسبة لأختي، فهي كتومة جداً، ولا تتكلم بما يحدث معها في المدرسة، أو في أي مكان آخر، لا أعلم كيف أصبح صديقتها؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على مصلحة أختك، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهدايتها وصلاحها، وبعودتها إلى الحق والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وسأبدأ بختام هذه الرسالة بالسؤال الرائع (كيف أصبح صديقتها؟) وهذا ما نريده منكم، فنحن نريد منك ومن الوالدة الاقتراب من هذه البنت، واحتواءها وقبولها ومحاورتها، والحوار سيوصل إلى الإقناع، مع ضرورة الثناء على إيجابياتها، وشكرها على إحسانها، وإشعارها بالأمن والأمان والطمأنينة.

إذن قُربٌ وتقبلٌ، وصداقةٌ وحوارٌ وإقناعٌ، وتواصل جسدي وإعلان للمشاعر، هذه وصفة مهمة جدًّا في العلاج، ولا تُظهروا لها أنكم فقدتم الثقة فيها، لكن أظهروا لها عكس ذلك، وحاولوا أن تكونوا صريحين معها في بعض الأمور، خاصة التي وضحت لكم، وتجنبوا التجسس عليها، لكن يمكن بالصداقة وبالحوار أن يحدث نوع من الصراحة، فتعترف لكم بما عندها من المشكلات.

وندعوكم إلى تجنب الضرب والإساءة والتوبيخ، لا نقول لها (أنت سيئة) فنُحدد لها هوية وندفعها نحو الهاوية، ولكن نُشعرها أنها طيبة، وأن هذه الأفعال القبيحة لا تشبهها ولا تشبه أمثالها، وبدلاً من أن نقول (أنت سيئة) نقول (هناك أشرار وذئاب، والفتاة ما ينبغي أن تُقدم تنازلات، لأن الفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس).

فإذن ندعوكم إلى تغيير خطة التعامل معها، والدخول إلى حياتها، ومحاولة الاستماع إليها، ونتمنى أن تحاوريها وأن تمسحي على شعرها، وتعبثي بشعرها، وتضعي يدها في يدك، واجعلي عينك في عينها، وأن تتكلمي معها، أشبعوها بالعواطف والاهتمام، فإنه لا تنحرف إلا الفتاة التي لم تجد عاطفة، ولا تجد اهتمامًا، ولا تجد الثناء، فوفروا لها هذا الثناء في داخل البيت، ووفروا لها العاطفة، وإن استطاعت الوالدة أن تصحبها أو استطعتِ أن تصحبيها أو تشاركيها في برنامج لتعلم القرآن، أو الدخول إلى مركز تحفيظ إذا كان ذلك متيسرًا، وربطها بصديقات صالحات من أهل القرآن والخير، فكل هذه من الخيارات التي ينبغي أن نفكر فيها.

على كل حال نعتقد أن قُربكم منها وإعلان المشاعر تجاهها، بعد الدعاء لها، هذه مفاتيح غاية في الأهمية.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net