صداع ودوخة وخفقان في القلب.. ما خطورة هذه الحالة، وعلاجها؟

2012-03-14 08:16:35 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

عمري 28 عاما، وطولي 180، ووزني70.

أعاني من أعراض غريبة تأتيني فجأة وتذهب، وتعود مره أخرى وهي:

1- صداع، ودوخة مستمرة في جميع الأوضاع، وصفير بالإذن اليسرى، ذهبت إلى طبيب أذن وحنجرة، وقال لي: لا يوجد عندك شيء أنت سليم.

2- سرعة في ضربات القلب، وخفقان شديد، وقد ذهبت إلى طبيب صدر، وعمل لي تخطيطا، وكشف على صدري بسماعة، وقال لي: لا يوجد شيء وقلبك سليم.

3- عند القيام بمجهود ولو بسيط يأتني خفقان ودوخة وإرهاق وأتعب بسرعة حتى أثناء ممارسه الجماع مع زوجتي تأتني الأعراض التي ذكرتها وأكثر شيء الخفقان.

4- بعد الأكل تأتيني آلام بالبطن، ورعشة، وخفقان، وحرقان، وحموضة بالحلق، وأذهب بعد الأكل إلى الحمام ـ أعزكم الله ـ ، وبعد خروجي من الحمام تأتيني دوخة شديدة.

ذهبت إلى طبيب باطنية، وكشف علي وطلب مني تحليل براز، (أعزكم الله) وقال لي عندك التهاب بالمعدة وعسر هضم شديد، مع العلم أنه لم يكشف علي بالمنظار، بل كشف بشكل عادي، وأعطاني مجموعه من الأدوية، ولم أستخدمها، لأني أخاف من تناول الأدوية حتى من البندول.

5- ضغطي دائما في حدود 140/90 أو أكثر، ولا ينزل عن المعدل الذي ذكرته.

تعبت من هذه الأعراض التي ذكرتها لك، وأتعبني التفكير فيها، وقد عملت مجموعة من الفحوصات والتحاليل وهي:

1- صورة الدم.

2- سكر.

3- جرثومة المعدة.

4- إنزيمات للقلب.

5- الغدة الدرقية.

6- فقر دم، وجميعها سليمة ـ ولله الحمد ـ.

أريد أن أرجع لطبيعتي، مع العلم أني عسكري، وأفكر بترك عملي بسبب الأعراض التي ذكرتها لك، لأني أمارس تمارين الرياضة في العمل، وأخاف أن يحصل لي شيء بسبب الأعراض التي ذكرتها.

لدي قولون عصبي، ونقص في فيتامين دال، ولا أعتقد أنهما يسببان الأعراض التي ذكرتها لك، مع العلم أنني أدخن، وحاولت الإقلاع عن التدخين، ولكن لم أستطع.

أرجو الله ثم أرجوكم تشخيص حالتي، وهل هي خطيرة؟ وبماذا تنصحونني؟ فأنا والله تعبت من حالتي، ولا أستمتع بحياتي اليومية حتى أثناء جلوسي مع أهلي ووالدي لا أتكلم معهما، وأفكر كثيرا" في نفسي وفي الأعراض التي تلازمني أينما أكون.

أرجو منكم تشخيص جميع الأعراض، ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لم تذكر كم من الفترة، وأنت تعاني من هذه النوبات، وإن كانت هذه الحالات تأتيك حتى ولو كنت وحدك، أو أنها تظهر في أوقات معينة، وبدون أي سبب، وكم تستمر وكيف تتخلص منها، أو إن كنت تعاني من أي ضغوطات في العمل، أو في البيت، أو تعاني من أي قلق من أمور كثيرة، ففي بعض الحالات خاصة إن لم تظهر التحاليل والصور وجود أي مرض عضوي يفسر الأعراض، وكان هناك أعراض أخرى تدلنا على وجود ضغوطات، أو قلق خفي قد لا يشعر المريض أنه السبب في الأعراض التي يشكو منها؛ فقد يكون هو المفتاح للعلاج المناسب إن شاء الله.

أنت قد راجعت طبيب الصدر والحنجرة والباطنية وأجريت تحاليل عديدة، ولم يكن هناك ما يشير إلى أي مرض عضوي، وواضح من الأعراض أيضا أنك تعاني من القولون العصبي كما ذكرت وكما تعلم، فإن هناك ارتباطا وثيقا جدا بين القلق النفسي وأعراض القولون العصبي.

وهذا الارتباط يوضع في إطار أن بعض الناس لديهم القابلية للقلق والتوتر الداخلي، وهذا يثير لديهم أعراض القولون العصبي، وحين تثار هذه الأعراض نسبة لما تسببه من إزعاج بالرغم من عدم خطورتها يؤدي ذلك إلى ظهور عسر في المزاج، وربما نوع من الاكتئاب النفسي، وهذا بالطبع يدخل الإنسان في هذه الحلقات المفرغة.

وتناول المنبهات وكثرتها كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية تزيد من الأعراض بالإضافة إلى قلة النوم، وكثرة التفكير في هذه الأمور من قبل الشخص يجعل الأعراض تزيد وتستمر.

وسأحيل سؤالك إلى استشاري الأمراض النفسية ليعطيك رأيه أيضا، وهو مهم جدًا.
_________________________

إجابة الدكتور محمد عبد العليم اختصاصي النفسي:

فأشكرك على حسن وصفك لحالتك، وأقول لك أن الأعراض التي تعاني منها أو جلها، مما لا يدع مجالاً للشك أن لها رابطًا نفسيًا كبيرًا، وهذه الأعراض نسميها بالنفسوجسدية، ومن ذلك أن وجود القلق والمخاوف النفسية، وربما درجة بسيطة من الاكتئاب هي التي تؤدي إلى ظهور كل هذه الأعراض العضوية التي أوضحتَها وذكرتَها، ووجود الأعراض نفسها يؤدي أيضًا إلى المزيد من الشعور بالقلق، وعسر المزاج، وعدم الارتياح النفسي، وهذا جعلك في نوع من الحلقة المفرغة، أي أن الأعراض الجسدية سببها نفسي، وحين تظهر الأعراض تزداد لديك الحالة النفسية.

حالتك ليست خطيرة، حالتك بسيطة جدًّا، نعم تسبب إزعاجا، تسبب مضايقة، لكن إن شاء الله تعالى سوف تختفي الحالة.

أنت محتاج لأن تقابل الطبيب النفسي، هذا هو الأفضل لك إذا كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فأرجو أن تتبع الآتي:

من الضروري جدًّا أن تتناول دواء مضادا للقلق وللخوف، وأنت ذكرت أنك لا تفضل استعمال الأدوية، لكن في هذه الحالة أنت محتاج حاجة شديدة إلى الدواء، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، (فتداووا عباد الله)، أرجو أن تنطلق من هذا المبدأ، وأنا أؤكد لك أن الدواء الذي سوف نصفه لك سليم، ولا يسبب إدمانا أو أي ضرر إن شاء الله تعالى، وحتى تتحصل على الفائدة المرجوة من الدواء لابد أن تكمل مدة العلاج وتلتزم بأن تتناول الجرعة في وقتها.

الدواء الأول يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس)، واسمه العلمي هو (إستالوبرام)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بجرعة صغيرة جدّا وهي خمسة مليجرام – الحبة الواحدة تحتوي على عشرة مليجرام – يوميًا لمدة شهر، وبعد ذلك تناول عشرة مليجرام (حبة كاملة) استمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يستحسن أن تتناول (السبراكس) بعد الأكل، وجرعة العشرة مليجرام التي وصفناها لك هي جرعة بسيطة، حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى عشرين مليجرامًا أو في بعض الحالات النادرة ربما نرفع الجرعة إلى ثلاثين مليجرامًا، وأنت لست في حاجة لهذه الجرعة العالية.

الدواء الثاني – وهو دواء مساعد – اسمه التجاري (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، أرجو أيضًا أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، ويجب أن تستمر في تناول (السبرالكس) كما وصفناه لك سابقًا.

هذه الأدوية إذا التزمت بتناولها سوف تستفيد منها كثيرًا، وإن شاء الله تعالى يحدث تقلص بل زوال واختفاء كامل لما تعاني منه من أعراض.

هنالك أيضًا أنشطة إذا التزمت بها ومارستها سوف تساعدك، هذه الأنشطة تتمثل في: ممارسة الرياضة، ورياضة المشي تعتبر رياضة جيدة جدًّا، أو الجري الخفيف أيضًا يعتبر مفيدًا في حالتك، وأرجو أن تكون دائمًا متفائلاً، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تتذكر دائمًا أنك شاب وأنه لديك الطاقات ولديك إن شاء الله القوة النفسية والجسدية التي تؤهلك بأن تؤدي الكثير في حياتك.

الأعراض هي بالفعل غريبة بعض الشيء، لكنها مفسّرة ومعروفة، وكما ذكرت لك هي أعراض نفسوجسدية، فأرجو أن لا تستغرب، حيث إن هذه الحالات موجودة كثيرة وعلاجها متوفر كما أوضحت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net