الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة للزواج بها وأخبرت والدينا، فهل أتواصل معها؟

السؤال

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب لم أبلغ سن الزواج القانوني في بلدي، وأحببت فتاة تدرس معي، ودخلت معها في علاقة حب بهدف الزواج، وأخبرت والديها ووالدي بذلك، فهل تجوز العلاقة بيننا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نحن سعداء بتواصلك معنا؛ ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير، وأن يعفك بالحلال عن الحرام، وييسر لك الزواج، ونشكر لك اهتمامك بمعرفة حدود ما أحله الله وما حرمه، وهذه علامة على رجاحة في عقلك، وحسن في إسلامك.

أما عن العلاقة بهذه الفتاة، فإن الحديث مع المرأة الأجنبية قد يتخذ منه الشيطان سبيلًا وطريقًا للإغواء، والجر إلى الوقوع في محرمات، فيجعله الشيطان خطوة في طريق الحرام، وقد حذرنا الله تعالى من خطوات الشيطان ومكره، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)، وكل كلام بين الرجل والمرأة الأجنبية يثير الرغبة والشهوة فإنه كلام محرم، والنظر إليها أيضًا محرم، ومن باب أولى الاختلاء بها، ناهيك عن ما هو فوق ذلك من اللمس أو غير ذلك.

هذه كلها محرمات، وهي عبارة عن خطوات يجر الشيطان بها الإنسان خطوة خطوة؛ حتى يوقعه في الذنوب الكبيرة، ولهذا نصيحتنا لك أن تكون حازمًا، وأن تريح نفسك من أول الطريق، فتمنعها عن التعلق بهذه الفتاة، فإن هذا التعلق يضرك، ويؤثر على قلبك ويوقعك في أنواع من المتاعب، وقد يكون الله تعالى قدر لك الزواج بهذه الفتاة، وقد لا يكون الأمر كذلك، فلا يحصل لك إلا العناء والتعب.

قد أحسنت حين أخبرت والديك، ووالديها بتعلقك بها، فننصحك بأن تكتفي بهذا القدر، وأن تسعى في الأخذ بأسباب الزواج، فإذا تيسرت لك الأسباب، وكانت هذه الفتاة لا تزال عزباء غير متزوجة فتقدم إليها وتزوجها، وإن لم يكن الأمر كذلك فإنك ستكون قد أرحت نفسك وخففت عنها الأعباء، وجنبتها الوقوع في الحرام، وقدر الله تعالى أدركك، وهو سيدركك لا محاله.

قد كتب الله تعالى المقادير قبل أن تخرج أنت إلى هذه الدنيا، فإن كان الله قد قدر لك التزوج بهذه الفتاة فإنه سيكون لا محالة، وإن كان قد قدر خلاف ذلك فإنه لن يقع؛ فالعقل يقضي بأن تريح نفسك من التعلق في هذه المرحلة، وخير ما يعينك على قطع هذا التعلق هو محاولة النسيان، والنسيان أكبر أسبابه استحضار اليأس وتذكير النفس بهذا اليأس، بأنك لا تزال في سن مبكرة، وأن قدرتك على الزواج لا تزال تحتاج إلى أيام وسنين، ونحو ذلك من الكلام والإقناع النفسي لنفسك بهدوء، بما يزيح عنك هذا التعلق.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً