الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف من الموت وتسارع في النبض، فما سبب ذلك وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وسواس قهري من الموت، ودائمًا ما تأتيني نوبة الهلع، وتسارع في نبضات القلب، وذلك منذ 20 يومًا، بسبب أني كنت أجلس في مقهى يومًا مع صديقي، وشربت قهوةً سوداء، فسببت لي قليلاً من التوتر، وأذكر حينها أنه قد قال لي: بأن هناك الكثير من الناس الذين ماتوا بسبب التوتر والقلق، وفي الحقيقة لم أكترث لكلامه، ولكن عند عودتي للبيت بدأت نبضات قلبي بالتسارع كثيرًا، وتوترت.

فما سبب حالتي؟ وما الحل؟ فأنا أعيش في عذاب نفسي!

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أنك قد وصفت حالةً نموذجيةً ممَّا نسميه بنوبة الهلع أو الفزع، والتي تعاني منها منذ أكثر من عشرين يومًا، بعد أن سمعت كلام صديقك عن موت الناس الفجائي من القلق وغيره، فتأتيك هذه الأعراض الممتزجة بالخوف من الموت، والتفكير في الموت.

أخي الفاضل: إن نوبات الهلع لها أسباب متعددة، في كثير من الأحيان قد لا نُدرك أسبابها، إلَّا أن الإنسان يشعر فجأةً بتسرّع ضربات القلب، والتوتر، والقلق، وربما الخوف، والانطواء، والانسحاب، وضيق التنفس، وكما ذكرت في كثير من الأحيان أننا ندرك أسباب هذه النوبات، وأحيانًا كثيرةً لا نُدرك أسبابها، ولكن لاحظتُ من أحد الأسباب -ربما التي تُفسّر ما عندك-، رغم أنك في هذه المرحلة العمرية من الشباب (الثامنة والعشرين من العمر) إلَّا أنك لا تعمل، ولا شك أن وقت الفراغ هذا يكون تربةً خصبةً للأفكار السلبية.

ولكن أطمئنك –أخي الفاضل– بأن نوبات الهلع هذه مع أنها قد تكون مخيفةً في كثير من الأحيان، ويشعر الإنسان أنه على وشك الموت، إلَّا أنك –وفي هذه المرحلة العمرية من الشباب– أطمئنك أنها مجرد نوبات هلع نفسية، لن تؤثّر على حياتك، أو سلامتك.

فإذًا من طُرق العلاج:
أولًا: أن تطمئن نفسك أن هذه نوبة هلع، وليست مرضًا قلبيًا، أو غيره، ممَّا يمكن أن يُؤثّر على حياتك.

الأمر الثاني: محاولة ملء وقتك بما يُفيد، من البحث عن العمل، أو حتى العمل التطوعي؛ فهذه أمور مفيدة، بالإضافة إلى ممارسة الهوايات النافعة، وخاصةً الرياضة في مثل سِنّك من الشباب، فإذا تمكنت من التعافي ممَّا أنت فيه، من خلال ما ذكرتُه لك فنعمَّا هي، وإلَّا إذا استمرت الحالة على ما وصفتها، أو تفاقمت؛ فهنا أنصحك بأخذ موعد مع العيادة النفسية، ليقوم الطبيب النفسي أولًا بأخذ القصة كاملةً، وفحص الحالة النفسية، ووضع التشخيص الدقيق، ومن ثم العلاج، سواءً كان علاجًا دوائيًا، أو علاجًا نفسيًّا، أو سلوكيًّا، أو مجموعة من هذه الأمور الثلاثة.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2499854).

أدعو الله تعالى لك بأن يشرح صدرك، وييسّر أمرك، ويُعينك على تجاوز هذه المرحلة المؤقتة التي تعاني منها من هذا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً