الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتذرت لوالدي وأخشى أن أكون وقعت في الشرك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحدثت إلى أبي بطريقة غير لائقة، وكنت خائفاً من الله -عز وجل-، فذهبت واعتذرت له، وكنت أعتذر له وأبكي بشدة، وفي نفس الوقت كنت أقول في نفسي بدون نية مني: (يا ربي).

أخاف من أن أكون قد أشركت بالله -عز وجل- فماذا أفعل لأتوب؟ علمًا أنني أعاني من وساوس تجعلني لا أحب الاستماع للمشركين؛ لأن تلك الوساوس تقهرني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على بر الوالد، ونسأل الله أن يرزقك بِرَّه، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

سعدنا لأنك حاولت أن تُصحح الخطأ في حق الوالد، ونبشرك بأننا كآباء قلوبنا طيبة يُرضينا القليل، والبر عبادة لله تبارك وتعالى، فاحرص على أن تبرَّ والدك، وأن تكون إلى جواره، واسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك ويوفقه، واطلب منه صالح الدعاء.

أمَّا بالنسبة للغلط والأخطاء التي تتكرر أثناء الاعتذار: فلا تضرُّك أبدًا، والإنسان قد يُخطئ في لحظة الفرح، أو لحظة الخوف، أو لحظة الاعتذار، كالذي قال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك)، قال عليه الصلاة والسلام: (أخطأ من شدة الفرح)، والله تبارك وتعالى لا يُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ولا يحاسبنا على ذلك، وإذا كانت عندك وساوس فاعلم أن أكبر علاج لهذه الوساوس هو أن تقهرها وتُهملها وتُميتها فلا تهتمّ بها.

ولا يمكن للإنسان أن يدخل في الشرك بالطريقة المذكورة، أو يستمع لكلام المشركين، أو نحو ذلك، ورغم أننا لا نفضّل للإنسان أن يستمع لأهل البدع وأهل الشرك، لكن مجرد الاستماع لا يضرّ الإنسان، فاطرد عن نفسك هذه الوساوس، واعلم أن ما عندك من يقين وإيمان ومن كُرهك وانزعاجك للوسواس ما هو إلَّا دليل على عمق إيمانك، فنسأل الله أن يثبتك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لمن وجد في نفسه الكلام الذي قال بعده للنبي: (لزوال السماوات أحب من أن أتكلم به -أتفوه به لعظمه-)، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أوجدتموه، ذاك صريح الإيمان)، بل قال: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ذاك صريح الإيمان)، ثم قال: (الحمد لله الذي ردّ كيده إلى الوسوسة).

فكون الشيطان لا يستطيع إلَّا أن يوسوس فهذا دليل على أنه ضعيف، وكيد الشيطان ضعيف، فاستعن بالله تبارك وتعالى، وتوكل عليه، وكما قلنا: اجتهد في برّ الوالد، ولا تحاسب نفسك على مثل هذه الأشياء التي لا وزن ولا قيمة لها، ولن تُحاسب عليها.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً