الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يأخذ مني نقوداً بغير إذن، كيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم

ابني بعمر 16 سنة، ومع الأسف يمد يده على النقود دون إذن، ويأخذها، وعندما أواجهه يحلف بالله ويقسم كذباً أنه ما أخذ! فماذا أفعل معه؟

علماً بأني لا أقسو عليه، وعند ما يطلب نقوداً أعطيه، ولكن دون تبذير، فأحياناً يطلب زيادة عن اللازم، وفي أشياء تافهة فأعطيه قدر حاجته، ومستوانا المادي جيد، فلسنا أغنياء، فماذا أفعل وقد تكرر الموقف أكثر من مرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -بنتنا وأختنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح العيال، وأن يبارك لنا فيما رزقنا من الأموال.

سعدنا جداً بالتواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يهدي هذا الابن لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، ونتمنى أن توسعي دائرة الحوار معه في هذه المرحلة العمرية المهمة، التي ينبغي أن نعرف خصائصها، وأعلمي أن أخذ الفلوس الزائدة لا نستطيع أن ندخلها في باب السرقة، ولكنها كما تسمى سرقات المراهقين التي تكون أحياناً لتلبية بعض الاحتياجات والمظاهر، فقد يكون الزملاء الذين معه بذلوا له طعام العشاء أو طعام الغداء وهو يريد مثلاً أن يعاملهم بالمثل، يريد أن يجاريهم.

ولسنا بذلك نريد أن نبرر لهذا الخطأ الذي حدث، لأن هذا الذي يحدث مؤشر غير مريح، وهذا هو الذي دفعك للسؤال، وشكراً على حسن المتابعة والاهتمام.

نرجو أن نبدأ الحل بما يلي:
أولاً: الدعاء له.
ثانياً: الجلوس معه في جلسة حوارية واضحة، الكلام معه بأن هذه الأموال في النهاية لك ولإخوانك، ونحن نسعى لتوفيرها، والإنسان لا بد أن يقتصد في حياته، وإذا كان عندك احتياج ضروري أرجو أن تكون واضحاً مع والديك، تخبرني أنا إذا كنت لا تريد أن توسع الدائرة، ونتناقش ونتحاور، وأيضاً أنت -ولله الحمد- في مرحلة بلغت فيها النضج الذي تستطيع معه أن تقدر احتياجات العائلة، وظروف العائلة، ونسأل الله أن يبارك لنا ولكم في الأرزاق والأبناء.

أيضاً من المهم جداً معرفة الأماكن التي يصرف فيها الأموال، لأن هذا أيضاً مهم، ليست القضية أن يكون عنده أموال لكن القضية أن يستخدم هذا المال فيما يرضي الله، وفي الأشياء الصحيحة أو على الأقل الأشياء المباحة والمقبولة التي ليس فيها خطورة بالنسبة له.

من المهم جداً أيضاً تنمية روح المراقبة لله تبارك وتعالى عنده، أيضاً من المهم المحافظة على ما عندنا من أموال، لأن الأموال المبذولة الموضوعة هنا وهناك أيضاً تشجع الأبناء على أن يأخذوا منها، ولذلك نتمنى اتخاذ هذه الاحتياطات واستبدال الأوامر والتعليمات بالحوار معه، فإذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع، والإنسان يصل إلى الإقناع عندما يحاور الحوار الهادئ.

سعدنا جداً أنك لا تقسين عليه، فينبغي أن يستمر هذا الأسلوب الجميل، وأيضاً بإعطائه الأموال ولا مانع أن يدار حولها حوار، وتعلميه أن يوفر بعض الأموال من الأشياء التي تأتيه، لأن هذا أيضاً جانب ينبغي ان نربي أولادنا عليه، وأيضاً ينبغي أن نضبط أنفسنا في الشراء، فالأمر كما قال عمر لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقد رآه اشترى لحماً، قال ما هذا؟ قال يا عمر اشتهيت لحماً فاشتريته، فقال: أوكلما اشتهيت اشتريت؟ وهذا معنى مهم، لأن هذا يكون عنده الإرادة التي يستطيع بها أن يتحكم في نفسه فلا يجري وراء أمور قد تكلفه أموالاً، وتدفعه إلى المجيء بالأموال بأي طريقة، وبأي أسلوب.

نسأل الله أن يعيننا على حسن التربية، ونكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً