الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتمنى أن أجد لديكم تشخيصا سليما لحالتي الصحية.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أتقدم بالشكر الجزيل أولاً لكل القائمين على هذا الموقع، وللأطباء المتميزين الذين يساهمون بشكل كبير في تشخيص، ووضع خطط العلاج بكل أريحية لكل مريض، جزاهم الله عنا كل خير.

أنا شاب عمري 36 متزوج وأعمل بالمجال الصحي، مشكلتي بدأت منذ سنة تقريباً بعد وفاة أحد الأقارب وكانت وفاته بمثابة صدمة حزنت عليه حزناً شديداً، حيث بدأت المشكلة بصعوبة في تحريك رجلي اليمنى أثناء التقلب في النوم، بعدها أصبح هناك تنميلاً في جميع الأطراف يذهب ويعود، أحياناً في جميع الأطراف، وأحيانا في الجزء الأيمن من الجسم، مع شعور مزعج في التفكير، ترافق ذلك مع حرارة مثل الفوران أعلى الرأس (على شكل طوق) من الأذن إلى الأذن، وأحياناً أعلى الرأس فقط، وأحياناً الجانب الأيسر من الرأس مع الأذن والرقبة، يرافقها مثل اللسع الكهربائي، مع خفقان وتسارع في نبضات القلب.

تذهب هذه الأعراض وتأتي أحياناً متفرقة وأحياناً مجتمعة، طبعأً ليست مرتبطة بوقت معين، فأحيانأً أثناء الدوام وأحياناً بعد الاستيقاظ، وأحياناً بعد القيلولة، وأحياناً قبل النوم.

راجعت الكثير من الأطباء منهم من صرف لي أدوية الضغط؛ لأنه أحياناً يكون مرتفعا (وهذا بسبب توتري أثناء القياس)، وبعضهم طلب مني عمل أشعة على الرأس فعملت أشعة مقطعية، واتضح وجود ضمور بسيط (منذ الولادة حسب تقرير طبيب الأشعة)، ولا علاقة له بالحالة، راجعت استشاري مخ وأعصاب، وأفاد بأن ما أعاني منه هو قلق وتوتر بعد الكشف السريري، وطلب مني عمل تخطيط للأعصاب ولكنني لم أعمله.

بعد دخول شهر رمضان المبارك الماضي، وبعد وجبة الإفطار يصيبني ألم في أعلى الرأس (كأن أحد قد ضربني بأداة قاسية) يؤدي إلى صداع ودوخة يلزمني الاسترخاء، وأحياناً تفوت علي صلاة التراويح لهذا السبب، وبعد منتصف رمضان انتقل الألم خلف الرأس (الأخدع الأيمن) حتى نهاية رمضان، ولكنه أخف، مع وسوسة وتفكير في المرض والشعور بالموت، وبعض الأفكار الانتحارية -والعياذ بالله-، ثم اختفت الأعراض لمدة شهر كامل.

بعد شهر شوال تقريباً أصبح يأتيني صداع ودوخة وقشعريرة داخل جسمي مثل: الانكماش في العضلات أو الأعصاب، ويحدث كذلك اهتزاز داخل العضد (أشبه باهتزاز مكينة الحلاقة) مع رعشة عضلية فوق الأذن مع آلام شديدة ومزعجة في الرقبة تمنعني من النوم لساعات، ورجفة وشد في الفك مع الشد على الأسنان، وكذلك شد عضلي في مختلف الجسم خصوصاً الساقين، يؤدي أحياناً لعدم الاتزان في المشي (نسبة بسيطة)، وكذلك شد في عضلة العين مع إجهاد سريع عند القيام بأدنى مجهود، تأتي الأعراض وتختفي مجتمعة أحياناً ومتفرقة أحياناً، عملت تحاليل شاملة كلها -ولله الحمد- سليمة ما عدا نقص في فيتامين د.

قابلت أحد الأصدقاء وهو استشاري أمراض باطنية، وشرحت له الوضع، ووصف لي دواء أميرول 10 مجم، واستخدمته شهراً واحداً وتحسنت الحالة، وذهبت جميع الأعراض تقريباً ولكن أصبحت أغلب وقتي نائماٍ.

بعد استخدام العلاج لمدة شهر توقفت عنه، وأصبح الألم في الأكتاف فقط من الأعلى ورأس العضد مثل الشد العضلي، أو الشد في أوتار العضلات، مع شد عضلي في الساقين، وكذلك شد في الخصية وطقطقة في جميع مفاصل الجسم، يبقى يومين وأحياناً ثلاثة ثم يختفي حوالي أسبوعاً ثم يعود.

أصبت اليومين الماضية بدوخة شديدة وغثيان وعدم اتزان والشعور بالسقوط في أي لحظة، واستخدمت دواء ستروجين حسب وصف الصيدلي وخفت الدوخة، ثم توقفت بعدها عاد الشد العضلي للأكتاف والساقين.

طبعاً أثناء كل هذه الأعراض وعلى مدار السنة كاملة استخدمت المسكنات، وكذلك راجعت بعض المشائخ للرقية، وعملت حجامة، تحسن وضعي الصحي قليلا، ولكنني لم أحصل على التشخيص المناسب وهو ما يقلقني (عدم تشخيص الحالة).

أنا الآن أصبحت مشوش التفكير، فاقدا للتركيز، وكثير النسيان، ينتابني الخوف كثيراً من كل هذه الأعراض، ولكثرتها أحياناً أنساها، فأصبحت اسجلها في مفكرة، أفكر في الأمراض مثل: أمراض الأعصاب، التصلب المتعدد، أورام الدماغ، أمراض العجز مثل الشلل.

سبق أن كتبت استشارة هنا، ولكني لم أكتبها بالتفصيل، ولم أجد الجواب الكافي، وكلي أمل بأن أجد لديكم الجواب الكافي والشافي، والعلاج اللازم، مع كامل اعتذاري على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أشكر لك تواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

أعراضك متعددة -أخي الكريم- وكما تُلاحظ كلّها أو في معظمها ذات طابع جسدي، وتوجد بعض الأعراض النفسية البسيطة المتمثّلة في القلق.

طبيعة الأعراض الجسدية وبالكيفية التي ذكرتها وتنقُّلها وعدم وجود نمط أو طيف مُعيَّنٍ لها يجعلنا حقيقة نقول أن التشخيص الأقرب هو أنك حين تقلق ظاهريًّا أو داخليًّا تحدثُ تقلُّصاتٍ عضلية في أماكن متفرِّقة من الجسد، وتعطي هذه الآلام وعدم الارتياح، ومن الواضح أن المكوّن النفسي موجود -كما ذكرتُ لك-، وهذا يجعلنا نضع حقيقة حالتك بكلِّياتها في خانة الأعراض النفسوجسدية، أو ما يُسمَّى بأعراض الجسْدنة.

الاحتمالية التشخيصية الثانية -وهي ضعيفة جدًّا-: هناك علَّة تُعرف باسم (فيبروميالغيا/ Fibromyalgia) أرجو ألا تنزعج لهذا التشخيص، هنالك مؤشرات ضعيفة جعلتني أعتبر هذا التشخيص، لكنه في الأساس هو تشخيص واهٍ جدًّا، وطُرق العلاج واحدة (تقريبًا) في الحالتين.

فأخي الكريم: دعنا نعتبر حالتك هي أحد حالات الجسْدنة، ولا أرى أن هنالك علاقة أو ارتباط بالتصلُّب اللويحي، أو التصلب المتعدد، أو أمراض الدماغ أو الشلل، هذه بعيدة منك جدًّا، وطبعًا القلق في حدِّ ذاته يُسبِّب المخاوف المرضية، ويعطي الإنسان هذه التأويلات السلبية، وأنا أرى من المهم جدًّا أن تُراجع طبيبا واحدا تثق فيه، كطبيب الباطنية مثلاً كل أربعة أشهر، هذا يعطيك حقيقة شعورًا بالاطمئنان، ويمنعك من التنقّل بين الأطباء.

والأمر الثاني هو: أن تعيش حياة صحيّة، والحياة الصحيّة تتطلب أن ينام الإنسان مبكّرًا، وتتجنب النوم بالنهار، وتمارس الرياضة، الرياضة في حالتك أراها علاجًا رئيسيًا، فأرجو أن تعطي هذا الأمر اعتبارًا كبيرًا، والتواصل الاجتماعي المثمر، والقيام بالواجبات الاجتماعية، هذا يعطي الإنسان ثقة كبيرة في نفسه، ويصرف انتباهه حقيقة عن نوعية هذه الأعراض.

الغذاء المرتّب والطعام المتوازن أيضًا نعتبره جزءًا من الحياة الصحيّة، والحرص على الصلاة مع الجماعة، والحرص على كل العبادات (حقيقة) وصلة الرحم، أيضًا هي جزء من الحياة الصحية للإنسان، وتطبيق تمارين استرخائية دائمًا تفيد في مثل هذه الحالات.

ويُعتقد أن عقار (سيمبالتا) والذي يُسمى علميًا (دولكستين) هو دواء في الأصل مضاد للاكتئاب، ويُساعد في علاج الآلام الجسدية، ربما يكون دواءً مناسبًا جدًّا بالنسبة لك، يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد).

أرجو ألَّا تبدأ في تناول هذه الأدوية قبل أن تستشير طبيبك، هذه مجرّد اقتراحات، وطبعًا الطبيب الذي سوف يقوم بفحصك سيكون في وضعٍ أفضل مني ليُقدِّر الحالة بصورة أفضل وأحسن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً