الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال المحرم الصابون المطيب عند الضرورة

السؤال

حكم استعمال الصابون المعطر اضطرارا في يوم عرفة، أنا أم لرضيع يرتدي الحفاضة واضطررت لاستعمال الصابون المعطرمرتين لإزالة آثار البرازعن رضيعي وغسلت يدى بعد كل مرة بنفس الصابون ولم يتيسر لي وسيلة أخرى حين ذاك مع معرفتي أن ذلك من محظورات الإحرام وقمت بصيام ثلاثة أيام مؤخرا للفدية فهل حجي صحيح وإن كان لا فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان استعمالك للصابون المطيب للضرورة الملجئة لذلك فلا إثم عليك، وإنما يحصل الإثم على من ارتكب ذلك عمدا لكن حاجتك لاستعمال الصابون المذكور لا تسقط عنك الفدية.

ففي المنتقى للباجي المالكي: ألا ترى أن محرما لو اضطر إلى أكل الميتة فلم يجدها فاصطاد صيدا وأكل منه فإنه يجب عليه الجزاء، لأن محظورات الإحرام لا تسقط للضرورة وتجب الكفارة فيما تناوله المحرم منها.

وفي كشاف القناع ممزوجا بمتن الإقناع الحنبلي: كأكل صيد لضرورة إلى أكله فيأكله وعليه الجزاء

وفي المبسوط للسرخسي الحنفي: وقتل الصيد وإن كان محظور الإحرام ولكنه عند الضرورة لا بأس به كالحلق عند الأذى فلهذا يقتل الصيد، ويتناول من لحمه، ويؤدي الجزاء. انتهى.

وتلزمك فدية واحدة عن جميع ما قمت به من غسل ليديك ولتنظيف الرضيع، ويجزئك عن هذه الفدية ما قمت به من صيام ثلاثة أيام وحجك صحيح.

وراجعي الفتوى رقم: 50977.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة